الجمعة04192024

Last updateالأحد, 29 حزيران 2014 7pm

Arabic English French German Italian Spanish
Back أنت هنا: Home الاخبار المنقولة عندما تطال الخصخصة مجال اللجوء...

عندما تطال الخصخصة مجال اللجوء...

طالبو لجوء يصلون إلى مركز تسجيل اللاجئين الجدد في بلدة كروزلينغن في كانتون أرغاو (وسط سويسرا)
القرار أثار ضجة وموجة من الانتقادات في الأوساط المدافعة عن حقوق طالبي اللجوء في الكانتون، لكن السلطات المعنية بالأمر والشركة التي وقع عليها الاختيار قدمتا مُبرراتهما. 
يبلغ حاليا مُتوسط عدد طالبي اللجوء في سويسرا حوالي 870 شخصا كل شهر. وتـُقـَدِّمُ غالبيتهم الطلب بشكل رسمي في مراكز التسجيل الوطنية الأربعة حيث تتكلف بمُتابعتهم شركة خاصة. 

وكانت الكنفدرالية السويسرية في أواسط التسعينات، من بين الأوائل التي قررت خصخصة المهام المُوكلة إليها في مجال اللجوء. وبتفويض هذا الانتـداب إلى "ORS Service AG" - وهي شركة معنية بإدارة العقارات وطلبيات ومشاريع خاصة تأسست قبل 15 عاما في زيورخ - فتحت برن الباب أمام مؤسسات عامة أخرى للسير في نفس النهج. 
وتتكلف شركة ORS اليوم بمجال اللجوء لحساب بلديات كثيرة، خاصة في المناطق السويسرية المتحدثة بالألمانية، ولحساب كانتونات زيورخ وبازل القرية وسولوتورن. وقد قررت فريبورغ حديثا اللجوء إلى خدمات هذه الشركة، لتكون قد فضلتها على الصليب الأحمر، الذي كان يقوم بإنجاز هذه المهمة منذ 24 عاما. سلسلة انتقادات

وقد أثار قرار فريبورغ ضجة بعدما كرر سيناريو كانتون سولوتورن الذي كان قد فضل أيضا خدمات الشركة الخاصة على منظمة كاريتاس الخيرية. وانتقد اليسار في فريبورغ استبدال مُنتدب لا يعمل لأهداف ربحية بشركة مجهولة الإسم يتوجب عليها تحقيق أرباح.

وعلى الصعيد الوطني، وجهت أيضا جمعيات نشطة في مجال اللجوء اتهامات لشركة ORS التي تـُعـيّـن، حسب زعمها، مُوظفين ذوي مؤهلات ضعيفة وتميل إلى إعطاء الأفضلية للشباب لتحقيق التوفير في الميزانية المخصصة للأجور. كما تـُتـّهم الشركة الخاصة بتفضيل التعاطي الأمني على المقاربة الإنسانية. 

غير أن يان غولاي، المتحدث باسم المنظمة السويسرية لمساعدة اللاجئين قال "إن شركة ORS ليست بـ"بلاك ووتر"! (الشركة الأمنية الأمريكية الخاصة المثيرة للجدل في العراق، التحرير). فموظفوها يقومون بعمل ذي جودة، لكن من الواضح أن أسلوب عملها يركز على الأمن أكثر من مؤسسة تابعة للدولة أو جمعية للتعاون".

وهو أسلوب عمل لا يثير انزعاج الكنفدرالية على كل حال، إذ أشار المتحدث باسم المكتب الفدرالي للهجرة، جوناس مونتاني، في هذا الصدد إلى أن المسؤولين عن مراكز التسجيل الفدرالية راضون عن أداء ORS.

أما رئيس هذه الشركة، إيريك جون، فرد على جملة الانتقادات الموجهة لمؤسسته بالقول "إذا كانت جميع هذه الاتهامات صحيحة، قد يتساءل المرء لـمَ تواصل ORS العمل في هذا المجال منذ 15 عاما". ولئن كان يؤكد أن الشركة "لا تكسب سنتيما واحدا من الأرباح على حساب اللاجئين"، فإنه لم يكشف عن أية أرقام محددة، في الوقت الذي تتحدث فيه الصحافة عن مجموع مبيعات بقيمة 25 مليون فرنك.

الذراع الرادع للدولة..

ويعكس اللجوء إلى خدمات ORS في واقع الأمر ميلا مزدوجا إلى خوصصة مهمات الدولة وتشديد قانون اللجوء - نتيجة للتصويت الشعبي لسبتمبر 2006 – وهو توجه لا يتماشى مع طبيعة عمل الجمعيات الخيرية.

وقد بدأت تلك الشركة الخاصة عملها في كانتون فريبورغ بعد أن رفض الصليب الأحمر انتدابا مُرتبطا باللاجئين الذين قررت السلطات عدم البث في طلبهم، بسبب خشيته من التحول إلى الذراع القمعي للدولة، وهو موقف يتعارض مع قِيَمه ومبادئه.

وحرص مدير الصليب الأحمر في فريبورغ، شارل دوفارات، على إبراز مبادئ منظمته، كما شدد على أن جمعيات النفع العام مؤهلة أفضل من غيرها لإدارة تنقلات الموظفين التي يتطلبها إنجاز الانتداب الموكول إليها من طرف السلطات في مجال اللجوء. وأورد في هذا السياق مثال كانتون فو حيث سيتم إضفاء الطابع العمومي على مؤسسة "فارياس" (لاستقبال طالبي اللجوء)، التي كانت خاصة في الأصل.

انتقاد للمنطق المالي

وبالفعل، تُضطر الكانتونات (بصفتها المسؤولة عن إدارة مجال اللجوء) في العديد من المرات إلى التعويض عن العجز في هذا القطاع. ولا شك أن فواتيرها سترتفع مع دخول إلغاء المساعدات الاجتماعية لكافة طالبي اللجوء المرفوضين حيز التطبيق اعتبارا من 1 يناير 2008، بما أن هذا الإجراء سيؤدي إلى تخفيض المبالغ الفدرالية المُخصصة للكانتونات في هذا المجال.

هانس - يورغ هيرين، الأمين العام لادارة الشؤون الاجتماعية في كانتون فريبورغ يقول في هذا الشأن: "على مدى السنوات الثلاث الماضية، تكفل الكانتون دائما بتعويض العجز في مجال اللجوء. ونقدر العجز في عام 2008 بـثلاثة ملايين من الفرنكات، لكن هذا المبلغ كان سيصل إلى 3 ملايين و800 ألف فرنك لو كنا قد جددنا انتداب الصليب الاحمر".

وتأسف جمعيات مساعدة طالبي اللجوء لوجود هذا المنطق المالي، مثلما جاء على لسان باتاسار غلاتلي، الامين العام لـجمعية "التضامن بلا حدود": "منذ التسعينات، تحول التمويل الى أداة اكتسبت أهمية أكبر للتأثير على الكانتونات. فمن مصلحتها أن يكون طالبو اللجوء سريين، وإلا تعيـّن عليها دفع المال من جيبها الخاص. وبالنسبة لنا، لا يجب أن يكون الهدف من المساعدات الفدرالية إكساب المال للكانتونات، بل بذل أفضل الجهود الممكنة في مجال الاندماج".

سويس انفو - كارول فالتي

(ترجمته من الفرنسية وعالجته إصلاح بخات)



ارتفاع طفيف لطلبات اللجوء في 2006

حسب آخر المعطيات المتوفرة لدى السلطات السويسرية المعنية باللجوء، تقدم حوالي 10500 شخصا بطلب اللجوء إلى سويسرا في عام 2006، وهو ما يمثل ارتفاعا بـ500 طلب مقارنة مع عام 2005 (+4,7%). وكان قد سُجل تراجع يناهز 30% ما بين 2004 و2005.



في عام 2006، تصدر أبناء جمهورية صربيا قائمة طالبي اللجوء في سويسرا، متبوعين بمواطنين من أريتريا والعراق وتركيا.



في نهاية ديسمبر 2006، شملت إجراءات اللجوء زهاء 45000 شخص في سويسرا.



في نفس العام، قررت السلطات عدم البث في بحث 1834 طلب لجوء، ورفضت 5840 طلبا، بينما منحت حق اللجوء إلى 1857 شخصا.

الـسـيـاق

في سبتمبر 2006، صادق 68% من الناخبين السويسريين على تشديد إضافي لقانون اللجوء، في تاسع مراجعة لهذا القانون منذ عام 1984.

وفقا للقانون الجديد، يمكن للسلطات السويسرية احتجاز طالبي اللجوء الذين ينتظرون تنفيذ قرار الطرد من تراب الكنفدرالية لمدة أطول، كما يـُحرم من رُفضت طلبات لجوئهم من المساعدات الاجتماعية، ويُقصَى من إجراءات اللجوء أصلا كلّ من يصل كطالب لجوء بدون أوراق هوية. كما تم إلغاء قبول اللاجئين لأسباب إنسانية.

في مقابل هذا التشديد، يُسهل القانون الجديد التجمع العائلي ودخول سوق العمل لطالبي اللجوء الذين منح لهم حق المكوث بصفة مؤقتة في الكنفدرالية.

وقد دخل جزء من الاجراءات الجديدة حيز التطبيق في 1 يناير 2007. أما التدابير المتبقية، بما فيها إلغاء المساعدات الاجتماعية لكافة طالبي اللجوء المرفوضين، فستصبح سارية المفعول اعتبارا من 1 يناير 2008.

مواقع ذات علاقة

ملف اللجوء على موقع المكتب الفدرالي للهجرة (http://www.bfm.admin.ch/bfm/fr/home/themen/asyl.html)
إحصائيات اللجوء لعام 2006 على موقع المكتب الفدرالي للهجرة (http://www.news-service.admin.ch/NSBSubscriber/message/attachments/6549.pdf)
المنظمة السويسرية لمساعدة اللاجئين (http://www.osar.ch/)
الصليب الأحمر لكانتون فريبورغ (http://www.croix-rouge-fr.ch/)

--------------------------------------------------------------------------------
وصلة إلى الموضوع:http://www.swissinfo.ch/ara/swissinfo.html?siteSect=105&sid=8454478